أربعة هيئات دولية تقول: العالم مازال ينحدر نحو العنف واشتداد الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان

في أسبوع اليوم العالمي لحقوق الإنسان
أربعة هيئات دولية تقول: العالم مازال ينحدر نحو العنف واشتداد الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان


في ذكرى أصدار الاعلان العالمي لحقوق الإنسان في يوم العاشر من ديسمبر عام 1948 ومنذ ذلك التاريخ تحتفل شعوب العالم في هذا اليوم التاريخي المهم لما يتضمنه من معاني إنسانية وأخلاقية تنظم حياة المجتمعات وتعيدها إلى إنسانيتها من خلال ما تضمنته مواثيق حقوق الإنسان من حقوق وحريات أساسية وطبيعية لكل إنسان أي كان جنسه وعرقة أو دينه أو لون بشرته أو انتمائه السياسي أو الفكري.

وفي ذات الوقت الذي وضعت فيه معايير الإلتزام بهذه النصوص والمبادئ السامية التي أتفق عليها كل أطياف العالم، إلا أننا مازلنا نشهد الكثير من الانتهاكات الجسيمة والقيود وغيرها التي تجعل من هذه القوانين حبراً على ورق منذ ذلك التاريخ وحتى ذكرى هذا الأسبوع لليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي يتزامن مع انتشار الحروب والنزاعات المسلحة في كثير من المناطق وبشكل خاص في الشرق الأوسط فضلآ عن تنامي الكثير من التنظيمات الإرهابية والتي قضت على كل مفاهيم حقوق الإنسان وأصبح الإنسان سلعة أو مجرد أداة لاستمرار الحروب وقتل الإنسان للإنسان.
تهديدات كبيرة حدثت خلال هذا العام الأخير(2017) وما قبله وكان النصيب الأكبر لها في سوريا والعراق وليبيا واليمن وبورما من قتل وتدمير وتهجير وتعذيب حيث تم ممارسة هذه الإنتهاكات بناء على نعرات طائفية أو مذهبية وقيام دول بفرض هيمنتها وتدخلها في شؤون دول أخرى بهدف إسقاطها ونشر الفوضى فیها وذلك طبقآ لتقارير حقوق الإنسان الصادرة عن المنظمات الدولية والوطنية.

كما شهد هذا العام إرتكاب فظيع للأعمال الإرهابية التي استهدفت المدنيين في دول أوروبية وعربية وعلى سبيل المثال فرنسا وبلجيكا وألمانيا واسبانيا ومؤخراً الإستهداف لاماكن العبادة في جمهورية مصر العربية.

كما شهد هذا العام أيضاً إنتشار واسع لأفة التعذيب والإخفاء القسري في المراكز الأمنية الحكومية والإعتداء على التظاهرات السلمية في بعض دول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية والتضييق على منظمات حقوق الإنسان وممثليها في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص وقمع الحريات والصحافة ووسائل الإعلام والزج بالصحافيين في غياهب السجون واستحداث لقوانين تقمع حرية الرأي والتعبير.

ومن جانب أخر شهد هذا العام إرتفاعآ غير مشهود في إنتهاكات الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والبيئية وذلك مع إنتشار الفقر والبطالة في أغلب دول العالم النامي وأفريقيا وأسيا بشكل خاص.

كما وشهد هذا العام أيضآ إنحدار شديد في حقوق الطفل والمرأة وذوي الإعاقة والفئات المهمشة لحقوقها جعل منها صعوبة حصولهم على حقوقهم المشروعة.

وختم العام الحالي مع تزامن ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان بقرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة لما يسمى دولة “إسرائيل” والذي شكل انتهاكاً صارخًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي والشرعية الدولية، لاسيما مبادئ العدل والمساواة بين الشعوب وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني واحترام حقوقه الإنسانية، والحيلولة دون مساعي ضم الأرض بالقوة وكافة أعمال العدوان ، وتسبب هذا القرار باندلاع موجة كبيرة من العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحركات الاستنكار والإدانة له في اغلب دول العالم مع مواقف الحكومات الكبرى المعارضة لقرار الرئيس الأمريكي بمنح مدينة مقدسة لدى الديانات السماوية الثلاثة إلى جهة لا تملك الحق الشرعي والوطني والقانوني بها.

وإذ تجدد المنظمات الدولية الموقعة على البيان : شبكة راصد الدولية لحقوق الانسان والمركز العربی الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي والمنظمة الدولية لحقوق الانسان والقانون الدولي و المرصد الدولي لرصد وتوثيق إنتهاكات حقوق الإنسان، مطالبتهم الي المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لوقف كافة النزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط ولالتزام بمواثيق حقوق الإنسان الدولية من قبل كافة حكومات دول العالم وضرورة تطبيق المعايير الدولية لحقوق الإنسان بشكل عادل وإلغاء حق الفيتو الذي يسمح بعدم وجود حلول فعلية وجادة لوقف النزاعات المسلحة من خلال الأليات الدولية الخاصة بحماية حقوق الإنسان في العالم.

وتطالب المنظمات كل من المجتمع الدولي وحكومات العالم وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والدول العربية بتحركات سريعة عاجله للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية للعدول عن قرارها، لأن هذا الإعلان الأمريكي يستلزم تحركات فعلية تتخطى حدود الشجب والإدانة للقرار، فقد حان الوقت لاستصدار قرارات تتضمن خطوات عملية لإنهاء الانتهاكات الجسيمة التي تقوض السلام والاستقرار في المنطقة العربية والعالم.

هيئة الإعلام المركزي 15 ديسمبر 2017

SHARE THIS