بـيان حول إعدام الجيش الإسرائيلي الشابين الشريف والقصراوي في الخليـل
صـادر عن المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي – مملكة النرويج
فاقت مدينة الخليل صباح يوم الخميس 24/3/2016 على جريمة جديدة بشعة ، وإعدام متعمد، جريمة حرب نفذتها اسرائيل بحق الشابين عبد الفتاح الشريف ورمزي القصراوي – 21 سنة – مع إبقائهما ملقيان على الأرض ينزفان دون قيام الجيش الإسرائيلي ووحدة الإسعاف الإسرائيلية بتقديم المساعدة للجريحين، بل وقتل احدهما بدم بارد وهو جريح.
الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت لاحق اعتقال جندي بتهمة إطلاق النار على جريح فلسطيني – عبد الفتاح الشريف- وقتله. وذلك بالقرب من الحاجز العسكري الإسرائيلي الواقع في منطقة تل الرميدة في مدينة الخليل المحتلة، حيث أطلق عليهما جنوده ما لا يقل عن عشر رصاصات.
يعتبر هذا العمل البشع جريمة حرب، تؤكد نهج مستمر وسياسة عنصرية متبعة من قبل السلطات الإسرائيلية ضد المواطنين الفلسطينيين في مدينة الخليل بشكل خاص، ومختلف المناطق المحتلة بشكل عام.
ورغم أننا في المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي في مملكة النرويج ندين ونستنكر هذه الجرائم البشعة، التي تنفذ بشكل مستمر في البلدة القديمة من الخليل ومحيطها، بحجج وادعاءات واهية بل ومخطط لها مسبقا، لا تبرر القتل.
ونطالب اسرائيل بوقف هذه السياسات والممارسات والانتهاكات الجسيمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وبضرورة الامتثال لإرادة المجتمع الدولي وقراراته وقوانينه. ونؤكد خطورة الموقف، ونخشى ما نخشاه بان يكون الهدف الرئيس وراء ذلك، هو تضييق الخناق على المواطنين الفلسطينيين، بعد إرغام الكثيرين منهم على الرحيل من بيوتهم، والعمل على تحويل البلدة القديمة في الخليل التاريخية إلى منطقة عسكرية مغلقة، تمهيداً لتهويدها بشكل كامل.
إن ممارسات الإسرائيلية اليومية تلك، تعتبر تحد لإرادة المجتمع الدولي وللقانون والشرعية وكافة الأعراف والمواثيق الدولية، التي تحتم على هذا المجتمع الدولي أن يتجاوز بموقفه سقف التنديد والإدانة، إلى اتخاذ التدابير القانونية اللازمة لإرغام الحكومة الإسرائيلية على وقف تجاوزاتها، والامتثال لإرادة المجتمع الدولي وقراراته وقوانينه.
كما ونحذر المسؤولين الإسرائيليين من خطورة ممارسات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بحق المواطنين الفلسطينيين، وفق مخطط إسرائيلي يستهدف اقتلاع أراضيهم وتهويدها، بخطوات منهجية مدروسة بعد تقويض حل الدولتين وإلغاء إمكانات وفرص تحقيق السلام . أن ذلك سوف يؤجج الشارع الفلسطيني، وان ودولة الإحتلال تتحمل ما قد ينتج بسبب ذلك، من تبعات وردود فعل، مع تأكيدنا على الحق المشروع للشعب الفلسطيني بمقاومة الإحتلال طبقاً للأعراف الدولية المشروعة.
ونطالب جامعة الدول العربية بالتحرك الفوري وتحمل مسؤولياتها، ونطالب المدعي العام للجنائية الدولية بفتح ملف تحقيق للجرائم الإسرائيلية، ونزعتها العنصرية والفاشية وما تجريه على الأرض والميدان، ونطالب المنظمات الدولية والأممية ومنظمات حقوق الإنسان وقف هذه الجرائم، التي ترتكب بحق النساء والأطفال والشباب، وتوفير وتامين الحماية الدولية بشكل عاجل لسكان مدينة الخليل بشكل خاص، والفلسطينيين بشكل عام، الذين تأكد لهم فشل المفاوضات، وأن اتفاقية أوسلو قد شكلت كارثة حقيقية بحقهم وقضيتهم العادلة.
المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي – مملكة النرويج
صادر في فلسطين 25/3/2016